السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبراء اقتصاد : أزمة مالية اخرى على الطريق
في حين لا يزال الكثير من الاميركيين يكافحون للتعافي من اثار أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ الكساد الكبير تلوح في الافق أزمة أخرى – ربما تكون اسوأ من الازمة الحالية – وفقاً لتقرير جديد من مجموعة من كبار الاقتصاديين وخبراء المال ومنظمين فيدراليين سابقين .
الهيئة ، التي تضم روب جونسون من لجنة خبراء الامم المتحدة لمراقبة خطة الانقاذ المالية واليزابيث وارين ، تحذر في التقرير من أن تدابير الاصلاح التنظيمي المالي المقترح من قبل إدارة أوباما والكونغرس يجب أن تكون معززة لمنع البنوك من مواصلة الانخراط في الاستثمارات العالية المخاطر التي أدت إلى شبه انهيار في الاقتصاد الأميركي عام 2008.
ويحذر التقرير من أن البلاد الآن مغمورة في " دورة يوم الحساب " والتي تستخدم فيها البنوك الأموال المقترضة من اجل تحمل مخاطر هائلة في محاولة لدفع ارباح كبيرة للمساهمين ومكافآت ضخمة للادارة -- وعندما تسير المخاطر في الاتجاه الخاطئ فإن البنوك تتلقى اموال دافعي الضرائب من الحكومة لانقاذها.
ويحذر التقرير " أخذ المخاطر في المصارف " ، " سيصبح قريبا أكبر من أي وقت مضى " .
ويقول جونسون في التقرير ، الذي اعده معهد روزفلت الغير حزبي ، من دون اصلاحات أكثر صرامة فإن " أزمة أخرى – أزمة اكبر ستضعف قطاعنا المالي واقتصادنا الأكبر كليهما – ستكون أكبر من أن يتنبأ بها ، بل لا مفر منها ".
كبير الاقتصاديين في المعهد ، الحائز على جائزة نوبل ، جوزيف ستيغليتز ، يدعو التقرير بـ " نقطة انطلاق هامة لإجراء حوار بشأن أين نحن في الطريق إلى الإصلاح التنظيمي" .
التقرير ينتقد بعض لاعبي واشنطن الاساسيين . يقول جونسون : " قادة حكومتنا اظهروا قدرة ضئيلة على اصلاح العيوب في نظام السوق " . عضوان آخران في المجموعة ، سايمون جونسون ، البروفيسور في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، وبيتر بون من مركز الاداء الاقتصادي ، اعربا عن انتقادات مماثلة .
وكتب جونسون وبون أن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي و وزير الخزانة تيم غيثنر " اشرفا على السياسة اثناء تضخم الفقاعة " . و" نفس هؤلاء الرجال يصممون الآن خطة انقاذنا " .
وتقول الدراسة انه "في الفترة من 2008 – 2009 ، اصبحنا بشكل ملفت أقرب إلى كساد كبير آخر . المرة القادمة قد لا نكون ' محظوظين ' جداً . تهديد دورة يوم الحساب لا يزال قوياً ويتنامى " . كما قالا ايضاً " ما الذي سيحدث عندما تضرب الصدمة القادمة ؟ ربما نحن نقترب من المرحلة التي سيكون الجواب فيها -- تماما كما كان الحال في فترة الكساد الكبير -- انهيار عالمي كارثي "
اعضاء المجموعة دعو البنوك الكبرى إلى الاحتفاظ برأس مال سائل لا يقل عن 15 الى 25 % من أصولهم ، وإلى سن عواقب أشد للمدراء التنفيذيين الذين تلقوا خطة الانقاذ والمسؤولين الحكوميين إلى البدء بتفكيك الشركات التي تصبح كبيرة جدا.
فيما كررت إليزابيث وارن ، التي ترأست فريق الرقابة في الكونغرس ، في التقرير دعوتها إلى وكالة مستقلة لحماية المستهلكين من الممارسات التعسفية في وول ستريت.
وكتبت وارن "وفي حين طورت الشركات المصنعة اجهزة الاي بود والتلفزيونات ذات الشاشات المسطحة ، اتقنت الصناعة المالية فن تقديم القروض العقارية وبطاقات الائتمان وشيكات السحب على المكشوف المحملة بمصطلحات خفية وغامضة للسعر والخطر " . " المنتجات الجيدة يتم خلطها مع المنتجات الخطرة ، والمستهلكين يتركون وشأنهم في محاولة فرزها . ويمكن أن تكون العواقب كارثية " .
فرانك بارتوني ، أحد أعضاء الفريق من جامعة سان دييغو ، يزعم أن "ميزانيات معظم البنوك في وول ستريت خيال" . عضو آخر في الفريق ، راج دات من مركز كامبريدج لسياسة المؤسسات المالية ، يقول ان عملاقي الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك المدعومان من الحكومة أصبحا " بلا داع معقدان ومعيبان بشكب يتعذر اصلاحه " وينبغي التخلص منهما . ويدعو التقرير أيضا إلى منافسة أكبر بين وكالات التصنيف الائتماني والتنظيم المتزايد للاسواق الثانوية ، بما في ذلك اشتراط أن تكون مقايضات الائتمان المتداولة قابلة للبيع وفق التبادلات المنظمة.
ومع استعداد اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ ، بقيادة كريس دود ، لكشف النقاب عن مقترحها بخصوص الاصلاح المالي التنظيمي في وقت ما من الاسبوع المقبل ، فإن التقرير يدعو الكونغرس الى اصلاحات قوية بما يكفي للحيلولة دون وقوع الانهيار .
ويقول جونسون " السناتور ديك دوربين قال ذات مرة ان البنوك ' امتلكت ' مجلس الشيوخ " . " الاسابيع القليلة المقبلة ستحدد ما اذا كانت هذه العبارة صحيحة او لا " .
3/3/2010
بقلم ماثيو جافي